Description
أسبابُ النّزُول - The Beginning of the Descent (22521)
يقول الإمام الواحدي في مقدمة هذا الكتاب
إن علوم القرآن غزيرة وضروبها جمة كثيرة؛ يقصر عنها القول وإن كان بالغاً، ويتقلص عنها ذيله وإن كان سابغاً. وقد سبقت لي - ولله الحمد - مجموعات تشتمل على أكثرها، وتنطوي على غررها وفيها لمن رام الوقوف عليها مَقْنَع وبلاغ، وعما عداها من جميع المصنفات غنية لاشتمالها على عُظمها مُتَحَقِّقاً وتأديته إلى متأمله منسقاً. غير أن الرغبات اليوم في علوم القرآن صادقة كاذبة فيها، قد عجزت قوى الملام عن تلافيها؛ قال الأمر بنا إلى إفادة المبتدئين بعلوم الكتاب إبانة ما أنزل فيه من الأسباب. إذ هي أوفى ما يجب الوقوف عليها، وأولى ما تُصرف العناية إليها؛ لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها. ولا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها وجدوا في الطلاب... إلى أن يقول: وأما اليوم فكل أحد يخترع شيئاً ويختلق إفكاً وكذباً، ملقياً زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية. وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب، الجامع للأسباب؛ لينتهي إليه طالبو هذا الشأن والمتكلمون في نزول هذا القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب، ويجدوا في تحفظه بعد السماع والطلب». انتهى.